جغرافيا السكان أو الجغرافيا السكانية، هو علم يعني بإبراز الاختلافات المكانية لتوزيع وتركيب ونمو وهجرة السكان، ومدى ارتباطها باختلاف طبيعة الأمكنة، وتسعى لتفسير هذا التوزيع وهذه التمايزات.
مفهوم جغرافيا السكان
لا يوجد إجماع بين الجغرافيين حول تعريف موحد لمفهوم الجغرافية السكانية، ولكن يتفق الجغرافيون أن موضوع السكان بالأساس يعد موضوعاً متعدد الاختصاصات، ولا وجود لعلم سكاني أوحد قائم بذاته؛ وإنما هو علوم سكانية لكل واحد منها رؤية متميزة وإشكالية خاصة ومنهج يناسبه. وبالتالي فإن المسألة السكانية مهيأة للمقاربة الجغرافية أو الإحصائية أو التاريخية أو الاجتماعية أو الاقتصادية وغير ذلك. لذلك يهتم جغرافي السكان بالمظاهر الوصفية والحركيّة للاختلفات المكانية عبر الزمن أو العلاقات المكانية والتفاعل بين الظاهرات، مع التأكيد عملياً على المكان، وبهذه الطريقة تميّز جغرافيا السكان نفسها عن الديموغرافيا، وهو علم السكان الذي يعني بهم كظواهر منفردة لذلك هو متعدد الفروع، لذلك يظهر المنظور الاجتماعي للديموغرافيا وهي الديموغرافيا الاجتماعية، ويظهر لها المنظور التاريخي فتكون الديموغرافيا التاريخية.
مفهوم علم السكان
علم السكان أو الدراسات السكانية أو الديمغرافيا هو فرع من علم الاجتماع والجغرافيا البشرية، يقوم على دراسة علمية لخصائص السكان المتمثلة في الحجم والتوزيع والكثافة والتركيب والأعراق ومكونات النمو (الإنجاب والوفيات والهجرة) - ونسب الأمراض، والحالات الاقتصادية والاجتماعية، ونسب الأعمار والجنس، ومستوى الدخل، وغير ذلك في إحدى المناطق. تهدف الدراسات السكانية لمعرفة سبب امتلاك العائلات لعدد أطفالها، والأسباب المؤثرة على زيادة نسب الوفيات، وأسباب الهجرة والتوزع الجغرافي. وتلك المعرفة ضرورية لتحديد الاحتياجات البشرية الحالية والمستقبلية.
مجالات جغرافية السكان
تدرس جغرافية السكان، العلاقة فيما بين الإنسان والبيئة التي يعيش فيها بأشكالها المتعدّدة، حيث يكون السكان هو محور هذه الجغرافية الرئيسي، حيث تدرس أيضاً جميع المجالات التي تتعلّق به من علومٍ تطبيقيّة وعلوم إنسانيّة، لذلك تعتبر فرعاً من الجغرافية البشريّة، حيث تتناول هذه الجغرافية جوانب ثلاثة، وهي :
- توزّع السكان
- نمو السكان
- التركيب السكاني
العلاقة بين جغرافية السكان و علم الديموغرافيا
على الرغم من وجود بعض الاختلافات بين العلمين الا ان موضوع دراستهم واحــــــد وهو ( السكــــــان ) ففى الوقــــــت الذى يهتم فيه الديمـــــــــوغرافى بالأرقام معتمدا على الطرق الرياضية والإحصائية فإن الباحث الجغرافى يربط هذه الأرقام بالبيئة الجغــرافية معتمدا فى تحليله على خرائط التوزيعات.
هناك علاقة تكاملية بين العلمين، حيث يتناول كل منهما الظــــــاهرة السكانية، الديمـــوغرافيا تهتم بالجانب الرقمى والجغرافيا تهتم بالجــــانب التحليــــلى بهدف تحديد الإطار المكانى الصحيح وتوضيح مختلف العوامل التى تحكم علاقات السكان داخل هذا الإطار.
جغرافية السكـــان لا تستطيــع أن تتغافل دور الديموغرافيــة، لأن العلاقة بينهم متبادلة ونافعة، وتقوم الطرق الرياضــية والإحصائية بدور الوسيــط بينهما. ويدرك الجغرافيون مدى الأهمية والعلاقة القائمة بين البحث الديموغرافى والجـغرافى وقد ظــهر هذا الاتجاه جليا فى السنــــوات الأخيرة عندما بدأ الجغـــــرافى يوسع رؤيته للعلاقات المختلفة بحثا عن إجابات لحركة السكان داخل الإقليم وعوامل هذه الحركة معتمدا على التحليل الرقمى كأساس وقاعدة.
تعليقات