تعد جغرافية العمران فرعًا من فروع علم الجغرافيا يبحث في المنطقة التي استوطنها البشر على سطح الأرض.
تعد جغرافية العمران فرعًا من فروع علم الجغرافيا يبحث في المنطقة التي استوطنها البشر على سطح الأرض.
بالرجوع إلى ستّينيات القرن العشرين (1965)، عرّفت جغرافية العمران على أنها "وصف وتحليل توزيع المباني التي من خلالها يرتبط البشر بالأرض. كذلك، تشير جغرافية العمران إلى ذلك النوع من الاستيطان الذي يحدد كيفية تشييد المباني من أجل السكن في منطقة ما بشكل دائم أو مؤقت. وهنا يجب إدراك أن تلك المباني تعد تعبيرًا ملموسًا عن علاقة الإنسان بالأرض، وهذا بدوره يفترض أن دراسة جغرافية العمران يمكن أن تكون على أي نطاق، فقد تكون واسعة النطاق أو محددة النطاق. في الدراسات واسعة النطاق، لا توجد قيود على خطط البناء أو التفاصيل المعمارية؛ حيث تكون المباني تمثيلاً لعملية سكن مجموعة من البشر في منطقة تتمتع بتقسيم أراضي موضح على خرائط، وهو ما يجب توجيه الاهتمام إليه في هذا النوع من الجغرافية."
فيما يتعلق بالتعريف الأخير، يؤكد جوردان (1966) على أن جغرافية العمران لا تقتصر فقط على التحري عن التوزيعات السكانية، لكن يزيد على ذلك استكشاف البنى والعمليات والتفاعلات الحادثة بين المستوطنات والبيئة الموجودة فيها (على سبيل المثال: حالة التربة وعلم تشكل الأرض وحالة الاقتصاد والمجتمع)، والتي نتج عنها تلك المستوطنات.
جغرافيا العمران كما كتبت سابقا هي فرع من فروع الجغرافيا البشرية، التي تعالج العلاقات المتبادلة بين الإنسان وبيئته وانعكاسها على نمط الحياة السائدة، وتنقسم إلى قسمين رئيسيين هما:
- جغرافيا العمراني الحضري Géographie de l'installation urbaine
- جغرافيا العمران الريفي Géographie de peuplement rural
وتهتم جغرافية العمران الحضري بدراسة المدن وتطورها (المدن الإغريقية، والرومانية، والإسلامية ومدن العصور الوسطى، ومدن العصر الحديث) وموضعها ، وموقعها، وتوزيعها، وحجمها السكاني، والعمراني، وخصائص وتوزيع المدن المليونية، والتجمعات الحضرية، وخصائص سكان المدن. أمّا جغرافية العمران الريفي فتختص بدراسة نشأة القرية، وتطورها، وتوزيعها، وشكلها، وأحجامها.
جغرافية العمران الحضري
المدينة ظاهرة قديمة ترجع نشأتها إلى عهود بعيدة، ارتبطت باستيطان الإنسان في مناطق السهول في الشرق الأوسط . ويعد النمو السكاني في المدن وتضخمها السمة الرئيسية، التي يتميز بها السكان في العصر الحديث، وقد تزايدت أحجام المدن نتيجة لزيادة معدلات التحضر Urbanization ، وبالتالي سيطرت المدن في معظم دول العالم على مظاهر النشاط البشري، وهو ما يعرف بالهيمنة الحضرية.
تعليقات