إن أهم خاصية تميز توزيع الغطاء النبات بالنطاق المعتدل و النطاق البارد تتمثل في التباين بين النصف الشمالي و النصف الجنوبي من الكرة الأر...
إن أهم خاصية تميز توزيع الغطاء النبات بالنطاق المعتدل و النطاق البارد تتمثل في التباين بين النصف الشمالي و النصف الجنوبي من الكرة الأرضية للاعتبارات التالية:
في العروض المعتدلة: لا تمثل اليابسة سوى جزء محدود في النصف الجنوبي لأنها محيطية بالأساس بينما تمتد الأراضي القارية على مساحات شاسعة في النصف الشمالي، لذا فمناخها يتميز بتنوع نطاقي كبير، كما إن امتداد أراضي شاسعة نحو الداخل بعيدا عن التأثيرات المحيطية يجعلها تخضع لمناخ قاري ليس له مثيل في النصف الجنوبي. و يتوزع الغطاء النباتي بطريقة نطاقية:
- حزام عريض تشغله الغابات، تحاذيه التو ندرا من الشمال و البراري أو السهو في اتجاه الجنوب.
- يعرف هذا التوزيع النطاقي تعديلا واضحا في المناطق المحاذية للمحيطات بسبب تواجد مناخ محيطي قد يمتد تأثيره نحو الداخل أوربا الغربية أو ينحصر تأثيره على الشريط الساحلي فقط بسبب امتداد حواجز جبلية جبال الروكي . و يشكل تداخل اليابسة بالمحيط و ارتداد سلاسل جبلية بارتفاعات متباينة عوامل تفسر التنوع الكبير في أنواع المناخ، و في المشاهد النباتية أيضا. و في اتجاه الجنوب يسمح البحر البيض المتوسط بوجود مناخ شبه مداري ذو صيف جاف و غطاء نباتي متوسطي أصيل.
- قد تحتل التشكيلات النباتية القصيرة البراري – السهوب –التو ندرا( بعض المساحات المهمة بالنطاق المعتدل الشمالي، لكن أهم خاصية تميزه تظهر في مكانة الغطاء الغابوي رغم ما تعرض له من تراجع من طرف الإنسان، و تشغل الغابات حوالي حاليا( 140 مليون هكتار بأوربا و زهاء 730 مليون بأمريكا الشمالية، على أن معظم هذه الغابات ارتبط انتشارها بإعادة انتشار الأشجار )التلقائية( بعد أخر عصر جليدي. ارتبط انطلاقا من بقايا الأشجار في المناطق الجنوبية في اتجاه الشمال و تختلف الأصناف الشجرية التي احتلت الأراضي بعد إزالة الجليد عنها حسب المناطق لكن عددها يظل محدودا جدا وعادة ما يكون صنف غابوي أو صنفين غاوبيين فقط يهيمنان على الغابات المعتدلة.
المصدر:
(مقتطفات من محاضرات الاستاذ محمد لبحر)
تعليقات