يمتد مجالها بين النطاق القطبي القاحل شمالا و مجال الغابة البوريالية المخروطية جنوبا. و التو ندرا تشكيلة نباتية قصيرة تتأقلم مع المناخ ...
يمتد مجالها بين النطاق القطبي القاحل شمالا و مجال الغابة البوريالية المخروطية جنوبا. و التو ندرا تشكيلة نباتية قصيرة تتأقلم مع المناخ شبه قطبي و الذي يتميز ببرودته الجليدية و نزول التساقطات على شكل ثلج طيلة الفصل البارد، على أن الإثلاج (سقوط الثلج) لا يستمر طيلة السنة مما يجعل المناخ شبه قطبي.
و تتكون تشكيلة التو ندرا من نباتات الحزاز mousses و الطحالب lichens ومن بعض النباتات المخشوشبة التي لا يتعدى علوها بعض السنتيمترات و كذا بعض الشجيرات التي لا تتجاوز قامتها المترين، أما غياب الأشجار بهذه التشكيلة فانه يفسر بظروف الحياة الصعبة جدا.
فالفصل البارد طويل جدا و قد تتجاوز مدته السنوية 8 شهور. أما فصل الصيف فهو قصير جدا و درجات حرارته تضل معتدلة ما دامت متوسطاتها الشهرية لا تتعدى 10°C.
لذلك فان الفترة الملائمة لنمو النباتات تظل محدودة جدا و قد تتراوح ما بين 60 و 100 يوم حسب أصناف النباتات، كما يساعدها النمو طول فترة الإضاءة اليومية خلال الفصل الملائم لنشاطها البيولوجي. إلا أن الريح تشكل خطر حقيقيا على النباتات بفعل تأثيرها على نشاط عملية النتح في وقت تكون فيه التربة جامدة و لا يمكن للنباتات أن تستعمل المياه التي تختزنها.
أما التربة بمجال التو ندرا فإنها فقيرة و غير متطورة نظرا لقلة الأنفوضة و لصعوبة تفسخها كما أن الضرء الديوم بقى سائدا ما دام الانسياع لا يشمل سوى بعض السنتيمترات القريبة من سطح التربة، لذلك فتربة التو ندرا تعتبر غير مكتملة، فقصر الفصل الانباتي يحد من نمو النباتات و يقلل من إنتاج الكتلة الحية (حوالي 300 إلى 400 كلغ من المادة العضوية التي تنتجها التو ندرا سنويا بالهكتار الواحد) أي حوالي 10% فقط من الكتلة الحية التي تنتجها الغابة المعتدلة النفضية.
كما أن البرودة الجليدية توقف نشاط الكائنات المجهرية بشكل يجعل تفسخ المادة العضوية بطيئا جدا، وهذا ما يفسر غياب الذبال في التربة
و بصفة عامة: تتراجع التو ندرا تدريجيا بالاقتراب من المحيط المتجمد الشمالي، أما في اتجاه الجنوب فيمتد نطاق انتقالي في اتصال مع الغابة البوريالية الشمالية، يسمى أحيانا بالتوندرا الشجرية بفعل النمو العرضي Sporadic لبعض الأشجار المتناثرة.
إذا كانت التو ندرا تتميز بتجانس كبير في شكلها فهي فقيرة جدا من حيث التنوع البيولوجي، بسبب حداثة استيطان النباتات بمجالها. و عدد الأصناف لا يتجاوز مثلا بجريلاند الجنوبية 282 صنف و حوالي 220 صنف فقط بالواجهة الأركتية من سيبريا.
المصدر:
(مقتطفات من محاضرات الاستاذ محمد لبحر)
تعليقات